يقول تقرير جديد إن الفتيات الصغار يكن أكثر قابلية للسمنة في سن مبكرة ما بين التاسعة والثانية عشرة.
ويؤكد التقرير الصادر عن المعهد الآمريكي لأبحاث القلب والرئة والدم أن تبعات زيادة الوزن تكون واضحة في الفتيات في تلك السن المبكرة مما يستلزم تعديل الجهود الرامية إلى التحكم في زيادة الوزن لتشمل تلك السنوات المبكرة.
تقول خبيرة التغذية ومؤلفة الدراسة إيفا أوبرازنك: "إننا بحاجة للوصول إلى الأطفال في سن التاسعة والعاشرة مما يجعلنا نركز على المدارس الابتدائية والتمهيدية والمؤسسات المجتمعية لمخاطبة تلك السن".
وقد نشرت الدراسة في عدد يناير الجاري من مجلة طب الأطفال.
إلى ذلك تقول أستاذ التغذية المساعد في كلية هانتر بمدينة نيويورك الأمريكية أرلين سبارك: "تبرهن الدراسة على أن السمنة ومسببات أمراض القلب الأخرى تنتقل مع السن. ويعتبر ذلك بمثابة تحذير للآباء والمدارس". وتضيف سبارك قائلةً: "عملياً يعتبر مستوى نجاح العلاج صفر. الشئ الوحيد الذي نطمح إليه هو وقاية الأطفال من زيادة الوزن والسمنة عملاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج".
تقول الدكتورة بونيتا فرانكلين الأستاذ المساعد لطب الأطفال في كلية الطب بجامعة نيويورك: "تعتبر أمراض القلب من أكثر مسببات الوفاة في الولايات المتحدة. ويعطى ذلك انطباعاً بأن الأمراض المعروف أنها تؤدي إلى أمراض القلب في الكبار هي أيضاً موجودة في صغار السن مما نستنتج منه أن الأجيال الجديدة ستعاني بالضرورة من من المزيد من المشاكل الصحية ومن الممكن أن تكون أعمارهم أقصر".
كون الطفل يعاني من زيادة الوزن يترتب عليه كونه أكثر عرضة لمخاطر أمراض القلب بما فيها ارتفاع ضغط الدم ونسب الكوليسترول والترايجليسرايد ونسب الانسولين".
في هذه الدراسة تم متابعة الحالة الصحية لـ 2,300 فتاة ما بين سن التاسعة والعاشرة على مدار 10 سنوات. وقد قام الباحثون بقياس طول ووزن وضغط دم ونسبة الكوليسترول كل عام وحتى سن الثانية والعشرين. وقد كان نصف الفتيات أبيضاً والنصف الآخر أسمر اللون.
وبالرغم من كون الدراسات المطولة، والتي تتابع التغيرات التي تطرأ على المتطوعين لسنوات، مكلفة فإنها تعود بنتائج قيمة.
وقد اتضح ارتفاع معدلات زيادة الوزن في سن المراهقة ما بين 7 و 10% في الفتيات البيض وما بين 17 و 24% في الفتيات السمر. وقد كانت الفتيات أكثر عرضة لزيادة الوزن بـ 1,6% بين عمري 9 و 12 عاماً مما كن بعد ذلك. أما الفتيات اللواتي ازدادت أوزانهن في الطفولة فكنم أكثر عرضة للسمنة بعد ذلك بـ 11 و 30 مرة.
كما أن زيادة الوزن جعلت الفتيات يعانين من ارتفاع في ضغط الدم ونسب الكوليسترول مقارنةً بالفتيات ذات الأوزان الطبيعية.
إلى ذلك تقول اوبرازنك: "توصلنا إلى قيمة حيوية لتعريف زيادة الوزن في الأطفال. في هذه الأيام يعتمد الطب على الأبحاث المبنية على الدلائل ويعتبر ذلك دليلا قوياً".
كان هناك اختلافات عرقية بين الأطفال حيث كانت الفتيات السمروات أكثر عرضة للبدانة بمرة ونصف في أي مرحلة عمرية من الفتيات البيض. ما بين سن التاسعة والثامنة عشرة كان البدانة اكثر شيوعا في السمروات مرتفعة من 17 الى 24% مقارنةً بالفتيات البيض حيث ارتفعت نسبهن من 7 الى 10% فقط.
كما قال الباحثون أنه يجب تركيز الجهود المبذولة على السن المبكرة وأخذ الفروق الثاقفية بعين الاعتبار.
تقول فرانكلين: "يعتبر هذا الكشف مقلقاً إلا أنني لا أقول إنه ميئوس منه. من المهم تركيز الجهود على مرحلة ما قبل المراهقة فكلما بدأنا بالتوعية مبكراً كلما كانت النتائج أفضل".